img

وَجَاءَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَقْصَىَ‭ ‬المَدِيْنَةِ‭ ‬رَجُلٌ‭ ‬يَسْعَىَ

لتحميل الكتاب

بوابة‭ ‬فاطمة‭ ‬الزهراء


بوابة‭ ‬فاطمة‭ ‬مكان‭ ‬مميز‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬الأماكن‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬فهو‭ ‬ملاصق‭ ‬تماما‭ ‬للحدود‭.‬
سألني‭ ‬يوما‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬تسمية‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الملاصقة‭ ‬للحدود‭ ‬باسم‭ ‬فاطمة،‭ ‬فحدثته‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬التسمية‭ ‬وعن‭ ‬قصة‭ ‬مأساوية‭ ‬لفتاة‭ ‬اسمها‭ ‬فاطمة،‭ ‬وهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قصه‭ ‬مأساويه‭ ‬لهذه‭ ‬الفتاة،‭ ‬فقال‭ ‬لي‭:‬
‭ - ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أمحي‭ ‬قصة‭ ‬فاطمة‭ ‬الفتاة‭ ‬البائسة‭ ‬من‭ ‬أذهان‭ ‬الناس،‭ ‬وأستبدل‭ ‬اسم‭ ‬البوابة‭ ‬ب‭ ‬“بوابة‭ ‬السيدة‭ ‬فاطمة‭ ‬الزهراء(ع)”‭.. ‬فالارتباط‭ ‬بما‭ ‬يبهج‭ ‬القلب‭ ‬يكون‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الارتباط‭ ‬بالمأساة‭.‬
واقترح‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬حديقة‭ ‬طولية،‭ ‬تحوي‭ ‬آلات‭ ‬رياضية‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أنواعها،‭ ‬وتناسب‭ ‬كل‭ ‬الأعمار،‭ ‬لقد‭ ‬أولاها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاهتمام،‭ ‬ومنحها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬جهده‭ ‬وإبداعه،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬حديقةً‭ ‬رائعةً‭ ‬تناسب‭ ‬كل‭ ‬الاعمار‭ ‬كما‭ ‬أراد،‭ ‬وصارت‭ ‬محجة‭ ‬يزدحم‭ ‬عليها‭ ‬الزوار‭. ‬يتوجه‭ ‬إليها‭ ‬الناس‭ ‬باكراً‭ ‬بكل‭ ‬فئاتهم‭ ‬العمرية،‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مجموعات،‭ ‬تنزل‭ ‬من‭ ‬قرية (‬كفركلا) ‬وتقصد‭ ‬الحديقة‭ ‬لممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬مما‭ ‬أزعج‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬المرابطة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭. ‬كان‭ ‬العدو‭ ‬يراقب‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الانزعاج‭ ‬والتوتر‭ ‬تلك‭ ‬النقطة‭ ‬الملاصقة‭ ‬للحدود،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لأصوات‭ ‬المحركات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الألعاب،‭ ‬وفرح‭ ‬الناس‭ ‬والأطفال‭ ‬أمام‭ ‬أعينهم،‭ ‬وهذا‭ ‬التواجد‭ ‬الكثيف‭ ‬الملاصق‭ ‬لهم،‭ ‬بكل‭ ‬الفرح‭ ‬الذي‭ ‬يظهره‭ ‬الناس‭ ‬أزعجهم‭ ‬كثيراً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬تُنشئ‭ ‬الجدار‭ ‬العازل‭ ‬المقابل‭ ‬لهذه‭ ‬الحديقة،‭ ‬وترفعه‭ ‬عالياً،‭ ‬ولكن‭ ‬المهندس‭ ‬كان‭ ‬يملك‭ ‬مشروعاً‭ ‬يرد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬الجدار،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬لتحصيل‭ ‬موافقة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬لإنشاء‭ ‬جسر‭ ‬صممه‭ ‬ليكون‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬جدارهم‭.‬