سيمرون من هنا
في بعلبك كان يقيس سماكة طبقة الباطون تحت الإسفلت، وهذا لا يستخدم عادة، لكن المهندس بخبرته كان يعلم أن منطقة بعلبك غنية بالمياه، كان يقول:
- إذا لم نضع باطون تحت الزفت تصبح الطريق متحركة.
كنت أقول له، مستغرباً هذا الجهد الكبير على كامل الطريق الطويل:
- لماذا كل هذه الكلفة والجهد الصعب على كل الطريق.. هذه الطريق بطول 25 كلم وهذه مسألة صعبة.
فيجيبني وهو على قناعة تامة قائلاً:
- على هذه الطريق سيمر أناس يذهبون إلى الجبهة ويستشهدون.. فعندما يمرون من هنا سوف يدعون لي، ويدعون لك، ولكل من عمل معنا.
هذا كلام لم أسمع مثله من قبل، لم يفكر احد بالطريق على هذا النحو، سمعته مراراً يقول:
- سيمر شهداء على هذه الطريق، لهذا أريد أن تكون متينة لتكون سهلة وتبقى طويلاً.
وكثيراً ما كنت اسمعه يقول:
- إن جميع الأموال التي ندفعها لا تساوي قطرة دم شهيد من شهداء المقاومة الإسلامية.
هذا القول، وهذه الطريقة في العمل، لم تكن فقط على طريق البقاع، بل على جميع الطرق التي نفذها المهندس حسام، هكذا كان ينظر إلى الشهداء حتى أصبح واحداً منهم.