إيران تودع الشهيد المهندس "حسام خوش نويس"
نجل المهندس الشهيد: والدي كان عاشقاً لأرض لبنان ولنسيم فلسطين المحتلة
إيران تودع الشهيد المهندس "حسام خوش نويس"
نجل المهندس الشهيد: والدي كان عاشقاً لأرض لبنان ولنسيم فلسطين المحتلة
موقع العهد الاخباري
حسن حيدر – سمنان شمال إيران
ودّعت الجمهورية الإسلامية رجل المهمات الصعبة، الشهيد العميد المهندس حسن شاطري (حسام خوش نويس) في مسقط رأسه، في مدينة سمنان مركز محافظة "سمنان" شمال إيران، وسط مشاعر الحزن البادية على وجوه العائلة المفجوعة برحيل ابنها الذي، اغتالته أيدي الغدر، بعد أن أفنى حياته في خدمة المقاومة، وتنفيذ آلاف المشاريع الانمائية والعمرانية في بلاده، والخارج لا سيما حملة إعادة إعمار لبنان إثر العدوان الإسرائيلي في العام 2006.
وللمفارقة، فإن المهندس الذي شارك في إعمار مدن وبلدات وأحياء ومنازل، لا يملك بيتاً في مدينته، التي شهدت إغلاقاً تاماً لاستقبال ابنها العائد، وهو مخضّب بدماء الشهداء دفاعاً عن مبادئ أمته الإسلامية.
هذا، وانطلقت مراسم التشييع، صباح الجمعة، لتجول العديد من شوارع "سمنان"، وسط مشاركة جماهير غلبت عليها دموع الفراق على من كان يعرفه أغلب أبناء مدينته، حتى وإن كانت لا تربطهم علاقة قريبة بالمهندس شاطري، فقد كان ما قيل عن الشهيد منذ اعلان استشهاده كفيلاً بأن يحظى الشهيد باحترام ومحبة من لم يعرفوه".
والد الشهيد، تطرّق إلى سيرة ولده، في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، فقال إن "المهندس حسن شاطري أحب المقاومة وأحب لبنان"، وتوجه الوالد "بالتحية إلى الشعب اللبناني والمقاومة وحزب الله"، وخاطبهم بالقول: "أنا والد الشهيد أقدم ولدي هدية لكم لعزتكم وكرامتكم، ولدي اقدمه من اجل المقاومة ولبنان وحزب الله".
وأكد نجل الشهيد، لـ"العهد" أن والده "كان عاشقاً للبنان وشعبه، وكان دائماً يخبرنا أن في لبنان شي غريب يسحره"، وأضاف ان الشهيد "كان يقول لنا أن في لبنان دفئاً وحباً وحناناً بين أهله، في شماله وجنوبه، وفي بقاعه وجبله"، ولفت نجل الشهيد، وقد أغرورقت عيناه بالدموع، أن والده "كان فرحاً جداً عندما تزوجت من لبنانية"، وقال لي: "الآن أصبح لدينا علاقة وثيقة مع هذه الأرض، لأنه يمكننا أن نشعر بأن لبنان أصبح داخل عائلتنا، وأشار إلى ان الوالد "كان يعشق هواء فلسطين المحتلة الذي تنسمه خلال زياراته إلى الجنوب اللبناني".
مراسم التشييع التي شارك فيها قيادات عسكرية وسياسية، وحضرها وفد كبير من حزب الله، استكملت بعد صلاة الجمعة، ليواري المهندس الراحل الثرى في روضة الشهداء في المدينة، بعدما أمَّ صلاة الميت السيد عيسى الطباطبائي، الذي حضر خصيصاً من لبنان ممثلاً السفارة الايرانية.
وفي بيان له، أشاد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بمناقبية الراحل، مشدداً على أن "يد الغدر الصهيونية وعملائها التي استهدفت الشهيد المهندس "حسام خوش نويس" هي دليل واضح على نجاح جهوده، وقوة، وقدرة المقاومة بوجه الاعداء".
وفي السياق، يشار الى أن اصدقاء الشهيد نقلوا تعازي وزير الاشغال اللبناني غازي العريضي إلى عائلة الفقيد.
وكانت الجمهورية الإسلامية شيعت رئيس الهيئة الايرانية لإعادة اعمار لبنان تشييعا رمزياً، بمأتم مهيب في طهران، الخميس، قبل نقله إلى مدينة سمنان ليوارى الثرى فيها، وشارك في التشييع ممثل الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، وقائد الحرس الثوري الاسلامي في إيران العميد محمد علي جعفري وكبار القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين.
وفي لبنان، واصل السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي تقبل التعازي، بعد ظهر الجمعة، لليوم الثاني على التوالي في مقر السفارة في بئر حسن (غرب بيروت)، بالمهندس "حسام خوش نويس"، وزار السفارة الإيرانية معزياً بعد الظهر، وفود عدة من أبرزها، ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، "إيلي عساف"، وممثل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الشيخ "محمود مسلماني"، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، والسفير السوري علي عبد الكريم علي، إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية.
وأكد السفير الإيراني، في تصريح له الجمعة، أن "المهندس الشهيد كان له دور كبير في إعادة إعمار لبنان بعد العدوان الصهيوني في تموز 2006"، واعتبر أن سبب اغتيال العميد "حسام خوش نويس" يعود إلى دوره في هذا الصدد، وشدد على أن "هذا الطريق مستمر، فالشهيد كان يخدم المظلومين، ويدعم المقاومة، واغتياله خير دليل على أن العدو الإسرائيلي لا يريد نجاح هذا الخط"، ووعد آبادي بـ "الاستمرار في هذا النهج"، قائلا إن "لا شيء سيعرقل مسيرتنا في هذا الطريق".