في حديث خاص لـ"الأمانة": نعمل بكل جهد ومن دون منة
رئيس الهيئة الايرانية لإعادة إعمار لبنان المهندس حسام خوش نويس في حديث خاص لـ"الأمانة": نعمل بكل جهد ومن دون منة
مجلة الأمانة – العمل البلدي
تتصدر الهيئة الايرانية للمساهمة باعادة اعمار لبنان قائمة الجهات المانحة التي وقفت الى جانب لبنان في عدوان تموز ـ آب 2006، الا أن ما يميّز هذه الهيئة أنها عملت في عناوين عديدة، منها ما ارتبط بازالة آثار العدوان واعادة اعمار المنشآت التي دمرت أو تضررت، ولكن الأهم هو المشاريع التي استهدفت رفع مستوى البنية التحتية ولا سيما على مستوى الطرقات الرئيسية والفرعية، كما أنها تميزت بتقديم دعم وافر للبلديات من خلال عدد من المشاريع التي صبت في اطار تنمية المناطق التي كانت عرضة للعدوان الاسرائيلي. ويمكن أن تلاحظ خلال تجوالك بين المناطق خاصة الجنوب والبقاع والضاحية لمسات الهيئة الايرانية، بدءاً من تشييد جسور المشاة الى الحدائق والنوادي الرياضية والمدارس ودور العبادة، وصولاً الى المراكز الصحية ومشاريع الكهرباء وغيرها.
واذا كان الهدف من هذه المشاريع هو "مؤازرة الشعب اللبناني المقاوم والشريف والمساهمة في إعادة إعمار بعض من مخلفات الحرب الغاشمة"، كما يؤكد رئيس الهيئة المهندس حسام خوش نويس، فان خلف كل ذلك تقع رؤية نابعة من أصل الفكر الذي تنتمي اليه الجمهورية الاسلامية الايرانية وتجسيده "العمل بالحديث النبوي الشريف: من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين، فليس بمسلم".
ويشدد المهندس نويس على أن المشاريع التي نفذتها وتنفذها الهيئة لا سيما على مستوى الطرقات تصب في اطار خلق دينامية تنموية من خلال تفعيل التواصل بين المناطق.
"الامانة" وفي اطار متابعتها لدور الدول المانحة التي وقفت الى جانب لبنان شعباً ودولة تستطلع في هذا العدد الدور الكبير للجمهورية الاسلامية الايرانية في مساندة الشعب اللبناني ترجمة لتوجيهات الامام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) والقيادة الايرانية، من خلال هذا الحوار مع المهندس حسام خوش نويس.
نبدأ من أصل تأسيس الهيئة الإيرانية، كيف انطلقت وما هي أهدافها؟
بعد انتهاء حرب تموز 2006، قامت بعثة رفيعة المستوى برئاسة معاون رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحضور بعض وزراء الدولة بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية، ولقاء المسؤولين اللبنانيين لتبيان الموقف الإيراني الداعم للشعب اللبناني في وجه العدو الصهيوني. وتم حينها تسمية الممثل المفوض لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إعادة إعمار لبنان، وبدأت عندها نشاطات الهيئة الإيرانية بشكل عملي. الهدف من الهيئة هو مؤازرة الشعب اللبناني المقاوم والشريف، والمساهمة في إعادة إعمار بعض من مخلفات الحرب الغاشمة، والعمل بالحديث النبوي الشريف "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين، فليس بمسلم".
اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق المشروع، في أي مرحلة أصبحتم؟
بعد مضي هذه المدة، حققنا تقدماً كبيراً في المشاريع بمختلف مجالاتها من بنى تحتية، طرقات، جسور، مدارس... الخ. ونحن الآن في صدد إكمال بعض من هذه المشاريع أيضاً. ومع أن حجم الأضرار والأعمال كان كبيراً جداً، فقد أتمت الهيئة الإيرانية ما يقارب السبعين بالمئة من نسبة مشاريعها، ولا تزال الثلاثين بالمئة المتبقية قيد الإنجاز. يجدر بنا أن نقول هنا، انه وفي حال لم تكمل باقي الدول مشاريعها بشكل كامل، وأوكل إكمالها إلى الهيئة الإيرانية، فبالطبع سوف يزيد ذلك من نسبة الأعمال.
هل الهيئة الإيرانية هي مشروع مستمر أم أنه محدود بأجل معين؟
في البداية، حدد لهذه الهيئة سقف سنة واحدة، ولكن ونظراً إلى الحجم الكبير للأعمال وتوسيع نطاق المشاريع، تم تمديد المهلة إلى ثلاث سنوات، وحالياً يقدر لها أن تدوم أكثر من ذلك. إذ إن هنالك بعض الأعمال التي تلتزمها الهيئة الإيرانية بالاتفاق مع الدولة اللبنانية، وهي تحتاج لبعض الوقت، كما انه في حال تقرر البدء بمشروع رفع الحرمان في مناطق الجنوب والبقاع، فذلك سوف يؤثر بالتأكيد على المدة الزمنية.
أين تقع التنمية االمحلية في مشاريع الهيئة الإيرانية؟
بالطبع كما هو واضح للجميع، فإن أحد أهداف العدو الصهيوني هو ايجاد الحروب وانعدام الأمن في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك ليمنع لبنان من التطور والتقدم وأسر رجاله وشبابه بمعترك الحياة اليومية والفقر والمشاكل. والدليل على هذا الموضوع هو الأهداف التي دمرت في الحرب الأخيرة، والتي كان معظمها من البنى التحتية، المدارس، المستشفيات، المساجد والكنائس، البيوت السكينة والجسور وباقي الموارد التي لا صلة لها بتاتاً بالأمور العسكرية. وفي هذا السياق يمكن القول بأن الهيئة الإيرانية قامت بخطوات ثنائية في مجال إعادة الإعمار. إذ إنها إضافة إلى إصلاح الأضرار والخسائر، كانت تقوم ببعض التحسينات في مشاريع متفرقة في المناطق المتضررة. فعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى إصلاح الطرقات، وزيادة عرض الأتوسترادات وأعمال الزفت التي تزيد نسبة الأمان في النقل وتؤدي الى تسهيل التواصل بين المناطق المختلفة، وبالتأكيد فان ذلك له تأثير مهم على المستوى الاقتصادي.
كيف جرى توزيع مشاريع الهيئة على المناطق وبأي نسب؟
تم توزيع المشاريع وأعمال الهيئة الإيرانية بناءً على نسبة الأضرار والخسائر الواردة في كل منطقة، وبالطبع بما أن مناطق الجنوب، البقاع والضاحية الجنوبية في بيروت، تكبدت النسبة الكبرى من حملات العدو الصهيوني والأضرار جراء ذلك، فقد كان لها الأولوية على باقي المناطق.
كيف تقوِّمون تعاون البلديات ومؤسسات المجتمع المدني مع الهيئة الإيرانية ؟
بحمد الله، في هذا الخصوص، كان الاتفاق والتعاون بين الهيئة الإيرانية والمؤسسات المدنية جيداً جداً، وكنا غالباً ما نصل وإياهم إلى نقاط مشتركة إن من ناحية المشاريع، أو التحسينات للمناطق، او الخدمات العامة، وطبعاً هذا الأمر لم يتمّ من دون مساعدة الأهالي الطيبين في المناطق. وأغتنم الفرصة هنا لأوجه تقديري وشكري إلى جميع رؤساء البديات، رؤساء اتحادات البلديات والأهالي في مختلف المناطق اللبنانية.
كيف تستفيد البلديات من مشاريع الهيئة الإيرانية؟
يجدر بي أن أوضح بأن الموضوع العمراني خاصة بما يتعلق بالخدمات في المدن التي ترتبط بالأمور اليومية والاجتماعية للناس، كان يتم بشكل من اثنين. أي إنه في بعض الحالات، تقدم إلينا الطلبات من قبل الناس او البلديات، فنضعها في برامجنا وبعد دراستها و إقرارها نقوم بتنفيذها. أما في حالات أخرى، تقوم الهيئة الإيرانية بدراسة فنية للإمكانيات الموجودة أساساً في المناطق، وتقدم بعدها مقترحاتها للبلديات، وعند حصول التوافق عليها، تتم المباشرة بتنفيذها.
من الواضح أن الهيئة الإيرانية واجهت العديد من الصعوبات من الدولة اللبنانية في بداية الأعمال. هل ما زالت هذه العوائق تعترضكم أم لا؟ وكيف تقوِّمون العلاقة بينكم وبين الجهات الرسمية كوزارة الأشغال، ومجلس الإنماء والإعمار؟
الحمد لله إنه وبعد أن أصبح من الجلي تماماً بأن الهيئة الإيرانية تعمل بكل جهد وقوة ومن دون أي منة أو مقصد، فقط خدمةً للشعب اللبناني الشريف، تطورت العلاقة وتحسن التعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية. خاصة أن بعض المسؤولين اللبنانيين من وزراة الأشغال العامة ومجلس الإنماء و الإعمار وباقي الجهات قاموا بزيارة مشاريع الهيئة الإيرانية وشاهدوا الجودة الفنية والهندسية العالية والتجهيزات الحديثة التي تقدمها الجمهورية الإسلامية عن قرب، ما أدى إلى ازالة الكثير من المشاكل والهواجس بيننا. ومع ذلك، نحن نعتقد بأنه ما زال هنالك مناخ وظروف جيدة، تسمح لتقديم خدمات أكثر للشعب اللبناني، ويجب على المسؤولين اللبنانيين أن يستفيدوا منها.
ما هي رسالتكم إلى الشعب اللبناني من الجمهورية الإسلامية؟
أنا شخصياً كممثل لرئيس الجمهورية الإسلامية ومسؤول ملف الإعمار، أوجه رسالتين، واحدة إلى الشعب اللبناني والثانية الى المسؤولين اللبنانيين. فأقول للشعب اللبناني الشريف بأن يصبر ويصمد في وجه الصعوبات ويسعى بكل جهده لأن يحفظ الوحدة والوفاق الوطني، وأن يساعد في حفظ ما تم إنجازه حتى الآن بدماء الشهداء وسواعد الأبطال. وان شاء الله سوف يكونون نموذجاً مثالياً لباقي دول المنطقة.
أما رسالتي إلى المسؤولين اللبنانيين فهي أن يحفظوا و يقدروا شعبهم، لأن الشعب اللبناني أثبت بأنه وفيّ دائماً لوطنه ودينه، ولذلك لا بد من العمل بجد لتوفير الراحة والأمان لهذا الشعب. وآمل أن يستطيع اللبنانيون بوحدتهم بين بعضهم ومع دولتهم، بأن يُذلوا جميع الأعداء الذين يتربصون بتراب بلدهم.
حديقة مارون الراس
تُعد حديقة مارون الراس في قضاء بنت جبيل درّة انجازات الهيئة الايرانية، فهي تحفة فنية رائعة على مساحة تبلغ أكثر من 10000 متر مربع من حيث التصميم والبناء والطريقة التي اعتمدت في شكلها. فاضافة الى أثرها المعنوي من خلال موقعها الذي يطل على فلسطين المحتلة، فان لمارون الراس موقع هام في وجدان الشعب اللبناني حيث خاض المجاهدون على أرضها اروع الملاحم وبانت على أيديهم ملاحم الانتصار في تموز آب.
وتضم الحديقة اضافة الى المساحات المخصصة للعائلات والمصممة لتقدم لهم أعلى مستوى من الراحة، ملاعب ترفيهية للأطفال، ورياضية للناشئة ومسجداً اضافة الى كافيتريا ومرافق صحية، ومساحة حرجية واسعة، ورغم أن الحديقة لم تفتتح رسمياً حتى الآن فقد تحولت الى مقصداً للبنانيين من مختلف المناطق.
تتصدر الهيئة الايرانية للمساهمة باعادة اعمار لبنان قائمة الجهات المانحة التي وقفت الى جانب لبنان في عدوان تموز ـ آب 2006، الا أن ما يميّز هذه الهيئة أنها عملت في عناوين عديدة، منها ما ارتبط بازالة آثار العدوان واعادة اعمار المنشآت التي دمرت أو تضررت، ولكن الأهم هو المشاريع التي استهدفت رفع مستوى البنية التحتية ولا سيما على مستوى الطرقات الرئيسية والفرعية، كما أنها تميزت بتقديم دعم وافر للبلديات من خلال عدد من المشاريع التي صبت في اطار تنمية المناطق التي كانت عرضة للعدوان الاسرائيلي. ويمكن أن تلاحظ خلال تجوالك بين المناطق خاصة الجنوب والبقاع والضاحية لمسات الهيئة الايرانية، بدءاً من تشييد جسور المشاة الى الحدائق والنوادي الرياضية والمدارس ودور العبادة، وصولاً الى المراكز الصحية ومشاريع الكهرباء وغيرها.
واذا كان الهدف من هذه المشاريع هو "مؤازرة الشعب اللبناني المقاوم والشريف والمساهمة في إعادة إعمار بعض من مخلفات الحرب الغاشمة"، كما يؤكد رئيس الهيئة المهندس حسام خوش نويس، فان خلف كل ذلك تقع رؤية نابعة من أصل الفكر الذي تنتمي اليه الجمهورية الاسلامية الايرانية وتجسيده "العمل بالحديث النبوي الشريف: من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين، فليس بمسلم".
ويشدد المهندس نويس على أن المشاريع التي نفذتها وتنفذها الهيئة لا سيما على مستوى الطرقات تصب في اطار خلق دينامية تنموية من خلال تفعيل التواصل بين المناطق.
"الامانة" وفي اطار متابعتها لدور الدول المانحة التي وقفت الى جانب لبنان شعباً ودولة تستطلع في هذا العدد الدور الكبير للجمهورية الاسلامية الايرانية في مساندة الشعب اللبناني ترجمة لتوجيهات الامام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) والقيادة الايرانية، من خلال هذا الحوار مع المهندس حسام خوش نويس.
نبدأ من أصل تأسيس الهيئة الإيرانية، كيف انطلقت وما هي أهدافها؟
بعد انتهاء حرب تموز 2006، قامت بعثة رفيعة المستوى برئاسة معاون رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحضور بعض وزراء الدولة بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية، ولقاء المسؤولين اللبنانيين لتبيان الموقف الإيراني الداعم للشعب اللبناني في وجه العدو الصهيوني. وتم حينها تسمية الممثل المفوض لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إعادة إعمار لبنان، وبدأت عندها نشاطات الهيئة الإيرانية بشكل عملي. الهدف من الهيئة هو مؤازرة الشعب اللبناني المقاوم والشريف، والمساهمة في إعادة إعمار بعض من مخلفات الحرب الغاشمة، والعمل بالحديث النبوي الشريف "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين، فليس بمسلم".
اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق المشروع، في أي مرحلة أصبحتم؟
بعد مضي هذه المدة، حققنا تقدماً كبيراً في المشاريع بمختلف مجالاتها من بنى تحتية، طرقات، جسور، مدارس... الخ. ونحن الآن في صدد إكمال بعض من هذه المشاريع أيضاً. ومع أن حجم الأضرار والأعمال كان كبيراً جداً، فقد أتمت الهيئة الإيرانية ما يقارب السبعين بالمئة من نسبة مشاريعها، ولا تزال الثلاثين بالمئة المتبقية قيد الإنجاز. يجدر بنا أن نقول هنا، انه وفي حال لم تكمل باقي الدول مشاريعها بشكل كامل، وأوكل إكمالها إلى الهيئة الإيرانية، فبالطبع سوف يزيد ذلك من نسبة الأعمال.
هل الهيئة الإيرانية هي مشروع مستمر أم أنه محدود بأجل معين؟
في البداية، حدد لهذه الهيئة سقف سنة واحدة، ولكن ونظراً إلى الحجم الكبير للأعمال وتوسيع نطاق المشاريع، تم تمديد المهلة إلى ثلاث سنوات، وحالياً يقدر لها أن تدوم أكثر من ذلك. إذ إن هنالك بعض الأعمال التي تلتزمها الهيئة الإيرانية بالاتفاق مع الدولة اللبنانية، وهي تحتاج لبعض الوقت، كما انه في حال تقرر البدء بمشروع رفع الحرمان في مناطق الجنوب والبقاع، فذلك سوف يؤثر بالتأكيد على المدة الزمنية.
أين تقع التنمية االمحلية في مشاريع الهيئة الإيرانية؟
بالطبع كما هو واضح للجميع، فإن أحد أهداف العدو الصهيوني هو ايجاد الحروب وانعدام الأمن في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك ليمنع لبنان من التطور والتقدم وأسر رجاله وشبابه بمعترك الحياة اليومية والفقر والمشاكل. والدليل على هذا الموضوع هو الأهداف التي دمرت في الحرب الأخيرة، والتي كان معظمها من البنى التحتية، المدارس، المستشفيات، المساجد والكنائس، البيوت السكينة والجسور وباقي الموارد التي لا صلة لها بتاتاً بالأمور العسكرية. وفي هذا السياق يمكن القول بأن الهيئة الإيرانية قامت بخطوات ثنائية في مجال إعادة الإعمار. إذ إنها إضافة إلى إصلاح الأضرار والخسائر، كانت تقوم ببعض التحسينات في مشاريع متفرقة في المناطق المتضررة. فعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى إصلاح الطرقات، وزيادة عرض الأتوسترادات وأعمال الزفت التي تزيد نسبة الأمان في النقل وتؤدي الى تسهيل التواصل بين المناطق المختلفة، وبالتأكيد فان ذلك له تأثير مهم على المستوى الاقتصادي.
كيف جرى توزيع مشاريع الهيئة على المناطق وبأي نسب؟
تم توزيع المشاريع وأعمال الهيئة الإيرانية بناءً على نسبة الأضرار والخسائر الواردة في كل منطقة، وبالطبع بما أن مناطق الجنوب، البقاع والضاحية الجنوبية في بيروت، تكبدت النسبة الكبرى من حملات العدو الصهيوني والأضرار جراء ذلك، فقد كان لها الأولوية على باقي المناطق.
كيف تقوِّمون تعاون البلديات ومؤسسات المجتمع المدني مع الهيئة الإيرانية ؟
بحمد الله، في هذا الخصوص، كان الاتفاق والتعاون بين الهيئة الإيرانية والمؤسسات المدنية جيداً جداً، وكنا غالباً ما نصل وإياهم إلى نقاط مشتركة إن من ناحية المشاريع، أو التحسينات للمناطق، او الخدمات العامة، وطبعاً هذا الأمر لم يتمّ من دون مساعدة الأهالي الطيبين في المناطق. وأغتنم الفرصة هنا لأوجه تقديري وشكري إلى جميع رؤساء البديات، رؤساء اتحادات البلديات والأهالي في مختلف المناطق اللبنانية.
كيف تستفيد البلديات من مشاريع الهيئة الإيرانية؟
يجدر بي أن أوضح بأن الموضوع العمراني خاصة بما يتعلق بالخدمات في المدن التي ترتبط بالأمور اليومية والاجتماعية للناس، كان يتم بشكل من اثنين. أي إنه في بعض الحالات، تقدم إلينا الطلبات من قبل الناس او البلديات، فنضعها في برامجنا وبعد دراستها و إقرارها نقوم بتنفيذها. أما في حالات أخرى، تقوم الهيئة الإيرانية بدراسة فنية للإمكانيات الموجودة أساساً في المناطق، وتقدم بعدها مقترحاتها للبلديات، وعند حصول التوافق عليها، تتم المباشرة بتنفيذها.
من الواضح أن الهيئة الإيرانية واجهت العديد من الصعوبات من الدولة اللبنانية في بداية الأعمال. هل ما زالت هذه العوائق تعترضكم أم لا؟ وكيف تقوِّمون العلاقة بينكم وبين الجهات الرسمية كوزارة الأشغال، ومجلس الإنماء والإعمار؟
الحمد لله إنه وبعد أن أصبح من الجلي تماماً بأن الهيئة الإيرانية تعمل بكل جهد وقوة ومن دون أي منة أو مقصد، فقط خدمةً للشعب اللبناني الشريف، تطورت العلاقة وتحسن التعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية. خاصة أن بعض المسؤولين اللبنانيين من وزراة الأشغال العامة ومجلس الإنماء و الإعمار وباقي الجهات قاموا بزيارة مشاريع الهيئة الإيرانية وشاهدوا الجودة الفنية والهندسية العالية والتجهيزات الحديثة التي تقدمها الجمهورية الإسلامية عن قرب، ما أدى إلى ازالة الكثير من المشاكل والهواجس بيننا. ومع ذلك، نحن نعتقد بأنه ما زال هنالك مناخ وظروف جيدة، تسمح لتقديم خدمات أكثر للشعب اللبناني، ويجب على المسؤولين اللبنانيين أن يستفيدوا منها.
ما هي رسالتكم إلى الشعب اللبناني من الجمهورية الإسلامية؟
أنا شخصياً كممثل لرئيس الجمهورية الإسلامية ومسؤول ملف الإعمار، أوجه رسالتين، واحدة إلى الشعب اللبناني والثانية الى المسؤولين اللبنانيين. فأقول للشعب اللبناني الشريف بأن يصبر ويصمد في وجه الصعوبات ويسعى بكل جهده لأن يحفظ الوحدة والوفاق الوطني، وأن يساعد في حفظ ما تم إنجازه حتى الآن بدماء الشهداء وسواعد الأبطال. وان شاء الله سوف يكونون نموذجاً مثالياً لباقي دول المنطقة.
أما رسالتي إلى المسؤولين اللبنانيين فهي أن يحفظوا و يقدروا شعبهم، لأن الشعب اللبناني أثبت بأنه وفيّ دائماً لوطنه ودينه، ولذلك لا بد من العمل بجد لتوفير الراحة والأمان لهذا الشعب. وآمل أن يستطيع اللبنانيون بوحدتهم بين بعضهم ومع دولتهم، بأن يُذلوا جميع الأعداء الذين يتربصون بتراب بلدهم.
حديقة مارون الراس
تُعد حديقة مارون الراس في قضاء بنت جبيل درّة انجازات الهيئة الايرانية، فهي تحفة فنية رائعة على مساحة تبلغ أكثر من 10000 متر مربع من حيث التصميم والبناء والطريقة التي اعتمدت في شكلها. فاضافة الى أثرها المعنوي من خلال موقعها الذي يطل على فلسطين المحتلة، فان لمارون الراس موقع هام في وجدان الشعب اللبناني حيث خاض المجاهدون على أرضها اروع الملاحم وبانت على أيديهم ملاحم الانتصار في تموز آب.
وتضم الحديقة اضافة الى المساحات المخصصة للعائلات والمصممة لتقدم لهم أعلى مستوى من الراحة، ملاعب ترفيهية للأطفال، ورياضية للناشئة ومسجداً اضافة الى كافيتريا ومرافق صحية، ومساحة حرجية واسعة، ورغم أن الحديقة لم تفتتح رسمياً حتى الآن فقد تحولت الى مقصداً للبنانيين من مختلف المناطق.