img

وَجَاءَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَقْصَىَ‭ ‬المَدِيْنَةِ‭ ‬رَجُلٌ‭ ‬يَسْعَىَ

لتحميل الكتاب

من هو المهندس حسام خوش نويس أو الجنرال حسن الشاطري؟

المصدر: "الفيغارو"

15 شباط 2013 الساعة 18:39

في اللغة الفارسية تعني كلمة نويس الشخص الذي يتقن الكتابة. وهذا اسم يتناسب جيداً مع الهوية المزدوجة التي استخدمها المهندس حسام خوش نويس والذي تبين بعد مقتله انه هو ايضاً الجنرال حسن الشاطري. قليلة هي المعلومات المتوفرة عن هذه الشخصية المزدوجة، ولكن ما يعرف عنه انه كان من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية – العراقية التي دامت ثمانية اعوام، حيث قاتل في صفوف الباسدران الحرس الثوري او جيش النخبة. وسرعان ما لفت نظر المسؤولين عنه، فانضم الى فرقة القدس وهي الفرقة الخاصة المكلفة بالعمليات الخارجية. في سنة 2001 وبعد سقوط حكومة طالبان ذهب الى أفغانستان. ومن ثم انتقل الى لبنان في اعقاب حرب تموز سنة 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، وكانت مهمته العلنية اعادة اعمار ما هدمته الحرب.
في مقابلة اجرتها معه صحيفة لوس انجلوس تايمس سنة 2007، بوصفه الموفد الخاص لإيران من اجل اعادة اعمار لبنان قال نويس: "بعكس الدول الأخرى لم تضع الجمهورية الإسلامية ميزانية محددة لاعادة اعمار لبنان، وهي مستعدة لانفاق كل ما يتطلبه الامر". وذكر نويس للصحيفة ان المساعدة الإيرانية الى لبنان بلغت 155 مليون دولار. يقول الصحافي اللبناني الذي اجرى معه المقابلة ان الحديث جرى باللغة العربية في مكتبه في حارة حريك، وان خلفه كانت هناك صورة كبيرة للضاحية الجنوبية.
لكن الازدواجية في هوية نويس وفي مهماته وحقيقة دوره برزت بصورة خاصة من خلال النعي الذي أصدره كل من "حزب الله" والسفارة الإيرانية في لبنان والذي اعلنا فيه مقتل "المهندس حسام خوش نويس" على ايدي الارهابيين. بينما نشرت وكالة فارس الإيرانية بياناً صادراً عن الحرس الثوري جاء فيه بأن الجنرال حسن الشاطري وقع ضحية كمين نصبه له "مرتزقة يعملون لصالح الكيان الإسرائيلي". ويبدو أن نويس قد جذب انتباه واشنطن منذ سنة 2010 فقد وضعت الخزانة الأميركية اسمه على لائحة الأشخاص التي فرضت عليهم عقوبات بتهمة تقديم المساعدة المالية والتقنية إلى "حزب الله". ويمكن القول الآن وبعد الكشف عن الهوية المزدوجة لهذا الشخص، والذي قد يكون سببه عدم التنسيق بين المؤسسات الإيرانية المختلفة، أن حادثة الاغتيال تثبت التورط الإيراني في سوريا.

جريدة النهار