الهيئة الإيرانية أنجزت تسعة جسور وستة للمشاة وأهّلت 600 طريق فرعية
فاتن قبيسي - 15/10/2007م
خويش نويس: «الكفالة المصرفية تضمن حسن التنفيذ وأضرار العدوان أولويتنا»
لافتات «الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان» مرفوعة في كثير من المناطق والبلدات اللبنانية التي تعرضت للقصف خلال «عدوان تموز». انها ابرز الجهات التي تعهدت تأهيل الطرق في المناطق المستهدفة (الى جانب مشاريع اعمارية معينة).
وفيما يدخل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في نطاق عمل الهيئة، الا ان الورش في الجنوب والبقاع لا تزال قائمة على قدم وساق، نظراً لضخامة عدد القرى المتضررة. في الضاحية أهّلت بلدية طهران تحت اشراف الهيئة، ستة جسور للمشاة على طريق المطار، اضافة الى طرقاتها الداخلية، بحسب مصدر في الهيئة.
ويرد المصدر السبب في وجود طرقات غير مؤهلة في الضاحية حتى الآن، «الى ان صلاحيات الهيئة تنحصر في تلك المتضررة حصراً من العدوان»، لافتاً إلى أن الهيئة طلبت أيضا من الدولة اللبنانية تأهيل جسري بئر العبد والحي الابيض، «فقيل لنا بان السعودية تكفلت بالمهمة».
أنجزت الهيئة الإيرانية حتى اليوم ستمئة طريق في لبنان، (إما داخلية او تربط القرى ببعضها)، وبمساحة اجمالية تمتد على 330 كيلومتراً.
في البقاع وحده انجزت الهيئة 92 طريقاً فرعياً، وبدأت العمل في 14 طريقاً اخرى، وبمساحة اجمالية تبلغ 45 كيلومتراً، اغلبها في مدينة بعلبك. كما انجزت جسري العاصي الرئيسي والفرعي. وباشرت العمل في طريق بعلبك ـ التوفيقية (25 كيلومتراً)، بكلفة 25 مليون دولار، بناء على مذكرة تفاهم مع «مجلس الانماء والاعمار». وطريق بعلبك ـ بوداي (12كلم)، بالاتفاق مع اربع بلديات، وكلفته حوالى مليون ونصف مليون دولار، على أن تتم المباشرة باشغال طريق كسارة ـ تلال زحلة، بعد عيد الفطر، وذلك بموجب مذكرة موقعة مع بلدية زحلة.
اما في الجنوب فقد تم تأهيل طرقات حوالى سبعين بلدة من اصل اكثر من 110 بلدات تقع جنوبي النهر، إلى جانب طرقات عدد من البلدات شماله. كما انجزت سبعة جسور هي: جسر ابو الاسود (النبطية)، جسر العدوسية (النبطية)، جسر الصرفند، جسر السكسكية، جسر البابلية، جسر انصارية، جسر انصارية (دار تقلة)، فيما اصبح تأهيل جسر خيزران في مرحلته النهائية، ولا يزال جسرا الوادي الاخضر والشقعة قيد الانجاز.
غير ان هناك مشاريع اخرى في الجنوب والبقاع تنتظر البت الرسمي بها. وثمة صعوبات تواجه احياناً اقرار المشاريع والتنفيذ على حد سواء.
ماذا في التفاصيل؟
يضج مكتب الهيئة في شارع «السفارات» في بيروت بالموظفين والدراسات والخرائط. البعض يتحدث اللغة الفارسية والبعض الآخر العربية باللهجة اللبنانية. يستعين ممثل الجمهورية الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان حسام خوش نويس بخريطة وهو يتحدث عن مشاريع الطرقات. يجزم ان المكتب في بيروت يتمتع بصلاحيات كاملة، «وان القرارات المتعلقة بهذه المشاريع تتخذ هنا وليس في ايران».
يؤكد نويس «أن بعض الطرقات استهدفت في «حرب تموز» في اجزاء منها فقط، الا اننا قررنا تأهيلها كاملة». وان«الطرقات التي تربط البلدات ببعضها في الجنوب كانت تؤذي الناس كثيراً، فبدأنا بتأهيلها، بما فيها تلك التي كانت انجزتها وزارة الاشغال بعد العدوان، لأنها عادت «وخربت» مجدداً».
مذكرتا تفاهم
وكانت الهيئة باشرت نشاطها مع توقيع مذكرتي تفاهم مع الدولة اللبنانية، في تشرين الاول العام .2006 تقضي الاولى باعادة بناء جسر العاصي، وتشمل الثانية «تأهيل وترميم كل الطرقات الداخلية في الجنوب، المتضررة مباشرة من «حرب تموز»، بموجب هبة عينية من ايران. كما تنص على اعادة بناء الجسور التالية: جسر خيزران، جسر البابلية ، جسر ابو الاسود، جسر انصارية، جسر انصارية (دار تقلة)، جسر العدوسية، جسر السكسكية وجسر الصرفند.
وتضمنت المذكرة أيضاً التعهد بإعادة تأهيل أربع طرقات رئيسية هي: طريق صور ـ قانا ـ تبنين، طريق صور ـ برج رحال ـ صريفا، طريق النبطية ـ الغندورية ـ بنت جبيل، وطريق النبطية ـ كفرحونة ـ مشغرة، على أن يصار إلى تنفيذ هذه الهبة بالتنسيق مع الاجهزة المختصة (وهنا وزارة الاشغال).
وحول قيمة الهبة المدرجة بمذكرة التفاهم، يشير خويش نويس الى «انها غير محددة تبعاً لكلفة الدراسات والمشاريع»، مشيراً إلى »أن كلفة الكيلومتر الواحد تتراوح بين 300 الف الى 400 الف دولار».
وحول المدة الزمنية لانجاز المشاريع يقول: «انهينا العمل بمعظم الجسور في الجنوب والبقاع. وكان يفترض انجاز الطرقات الاربع الرئيسية في الجنوب خلال ثمانية اشهرمن تاريخ انطلاق العمل في بداية السنة. لكن هطول الامطار ومشكلات شبكات البنى التحتية وغيرها، مددت الفترة الى 12 شهراً، علماً بأنه انجز منها حتى اليوم ما بين 50 الى 70 في المئة من مراحل العمل».
غير ان هناك صعوبات اخرى واجهت الهيئة، يقول خوش نويس: «لم يكن بايدينا اي دراسة او خريطة، وكنا نحتاج الى حد ادنى من المعطيات، وهذا لم يكن موجوداً لدى وزارة الاشغال، فبدأنا من الصفر. اجرينا مسحاً طوبوغرافياً، واخذنا عينات لفحص التربة من سطح الطريق الى تحتها بعمق متر ونصف المتر، ثم درسنا حجم تردد حركة السير، بحيث تم تفريغ عدد من الأشخاص لمراقبة عدد السيارات وانواعها (خفيفة او ثقيلة) لمدة شهرين، منذ الصباح وحتى المساء، للحصول على احصاء واقعي لحركة السير».
«ولفحص التربة، يضيف، حفرنا الطريق كل مئة متر، وصورناها وحددنا كمية الزفت الموجودة لتحديد الطبقات، واخذنا عينات لفحصها لمعرفة قدرة الطريق على التحمل، وقدرة «الباسكورس» الذي في اسفلها، وتحديد طبيعة الارض(رملية، او ترابية، بحصية او موحلة)، مستعينين بمختبرات في لبنان وايران».
«بعد الاختبار، يتابع نويس، وضعنا دراسة جديدة للطرقات، حددنا بموجبها الامكنة التي يجب نزع المواد منها، والامكنة التي يجب تعديل المواد فيها. وتقرر تبعاً لنوع الارض استخدام مادة «جيوتكستايل» (شبيهة بالموكيت تستورد من الخارج)، لضمان قدرة الارض على المقاومة. ثم وضع ثلاث طبقات من «الباسكورس» وطبقتين من الزفت».
اما الصعوبات الاخرى فتمثلت بوجود شبكات بنى تحتية في لبنان بطريقة غير مدروسة: «عندما نحفر الطرقات تطلع الشبكات معنا بالجرافة» يقول. لذا تم تعميق شبكات المياه في الأرض. وتم مد شبكة مجار (ريغار)على مسافة كل مئة متر على جانبي الطرقات، لضمان عدم تخريبها من قبل من ينوي بناء منزل مستقبلاً، حيث سيعمد الى مد القساطل دون الحاجة إلى الحفر مجدداً. كما وُضعت قنوات لتصريف مياه الأمطار على جانبي الطرقات، وانشئت عبارات في وسطها. والاهم هو انه تم توسيع الطرقات من عرض اربعة او خمسة امتار الى عشرة امتار، مع انشاء جدران دعم».
فرص عمل لفنيين وعمال لبنانيين
وعما اذا كان الفريق الايراني يستعين بخبرات او عمال لبنانيين، يقول نويس: «استعنا باستشاريين لبنانيين، ومختبرات لبنانية، ولدينا 14 مقاولاً من المصنفين «درجة أولى» في لبنان، يعملون في اشغال الطرقات الرئيسية الاربع. اما العمال الميدانيون فكلهم لبنانيون لسبب، وهو اننا عندما كنا نحضّر لاستحضار طاقم عمال ايراني، اكتشفنا ان قسماً كبيراً من المتعهدين في لبنان بعد «حرب تموز» عاطل عن العمل. وكل متعهد لديه حوالى خمسمئة عامل بين فنيين ومهندسين ومساحين وعمال. ونحن نتعامل مع 14 متعهداً لبنانياً».
لكن، هل يتم تدريبهم وفق المواصفات المعتمدة في مشاريع الهيئة؟ يعتبر نويس أن «التقيد بالمواصفات مسألة صعبة، ومع ذلك ندرّبهم. حتى العقود التي وقعناها مع المقاولين اللبنانيين محكمة وصعبة، وقد اعطيناهم بموجبها سلفة وحصلنا في مقابلها على كفالة مصرفية عالية، ليضمنوا لنا حسن تنفيذ المشاريع، وليتحملوا مسؤولية الاموال التي اخذوها.. نحن حسّاسون للتنفيذ وليس للدراسات. فأنا مندوب دولة، لكنني البس ثياب العمل كل ثلاثة ايام في الاسبوع، واعاين المشروع على مسافة خمسة كيلومترات سيراً على الاقدام. وفي كل مشروع، هناك عدد من المندوبين والمهندسين».
ولضمان تنفيذ المشاريع ايضاً، يضيف: «اجبرنا المقاولين على اجراء اختبارات على عملهم، وبعضهم حصل على نتيجة غير مطابقة للمواصفات، فطلبنا منه اعادة العمل. ويستشهد بحادثة معينة: «قصدت احد جسور الزهراني، وكان العمال يصبون الباطون، فأجريت اختباراً للباطون في ارض المشروع، واكتشفت انه غير جيد، فطلبت إيقاف العمل واستبدال هذه المادة باخرى اكثر جودة».
ويشير نويس إلى أن: «البلديات تتعاون مع الهيئة، خصوصاً لجهة إزالة الاستملاكات الصغيرة، وتغيير شبكات المياه والكهرباء».
مشاريع على لائحة الانتظار
في موازاة الورش القائمة، هناك طرقات اخرى قيد الدراسة في الجنوب والبقاع وهي:
بعلبك ـ الطيبة، حنية ـ صديقين، بياضة ـ يارين، الناقورة ـ بنت جبيل ـ مرجعيون، بلاط ـ برغز ـ مشغرة، النبطية ـ عربصاليم ـ جباع، الدوير ـ الشرقية ـ البابلية ـ خط الساحل، ومليخ ـ اللويزة. اضافة الى قسمين من مشروع طريق بعلبك ـ القاع وهما: التوفيقية ـ رأس بعلبك، ورأس بعلبك ـ القاع، اللتان يعيق تنفيذهما وجود استملاكات، علماً بأن العمل بدأ في القسم الثالث المتعلق باوتوستراد بعلبك ـ التوفيقية.
ورداً على سؤال يؤكد ممثل الدولة الايرانية ان كل الطرقات المتضررة من العدوان الاخير مشمولة بلوائح الهيئة، باستثناء القرى والمناطق التي تتولى اعادة اعمارها قطر والسعودية. ويقول: «ان الهيئة حصلت على 350 طلباً حتى اليوم لتأهيل طرقات جديدة، من قبل عدد من البلديات في لبنان. لكننا وجدنا انها غير متضررة جراء العدوان، وذلك لا يدخل في اولوياتنا.. والامر قابل للبحث لاحقاً».
السفير
خويش نويس: «الكفالة المصرفية تضمن حسن التنفيذ وأضرار العدوان أولويتنا»
لافتات «الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان» مرفوعة في كثير من المناطق والبلدات اللبنانية التي تعرضت للقصف خلال «عدوان تموز». انها ابرز الجهات التي تعهدت تأهيل الطرق في المناطق المستهدفة (الى جانب مشاريع اعمارية معينة).
وفيما يدخل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في نطاق عمل الهيئة، الا ان الورش في الجنوب والبقاع لا تزال قائمة على قدم وساق، نظراً لضخامة عدد القرى المتضررة. في الضاحية أهّلت بلدية طهران تحت اشراف الهيئة، ستة جسور للمشاة على طريق المطار، اضافة الى طرقاتها الداخلية، بحسب مصدر في الهيئة.
ويرد المصدر السبب في وجود طرقات غير مؤهلة في الضاحية حتى الآن، «الى ان صلاحيات الهيئة تنحصر في تلك المتضررة حصراً من العدوان»، لافتاً إلى أن الهيئة طلبت أيضا من الدولة اللبنانية تأهيل جسري بئر العبد والحي الابيض، «فقيل لنا بان السعودية تكفلت بالمهمة».
أنجزت الهيئة الإيرانية حتى اليوم ستمئة طريق في لبنان، (إما داخلية او تربط القرى ببعضها)، وبمساحة اجمالية تمتد على 330 كيلومتراً.
في البقاع وحده انجزت الهيئة 92 طريقاً فرعياً، وبدأت العمل في 14 طريقاً اخرى، وبمساحة اجمالية تبلغ 45 كيلومتراً، اغلبها في مدينة بعلبك. كما انجزت جسري العاصي الرئيسي والفرعي. وباشرت العمل في طريق بعلبك ـ التوفيقية (25 كيلومتراً)، بكلفة 25 مليون دولار، بناء على مذكرة تفاهم مع «مجلس الانماء والاعمار». وطريق بعلبك ـ بوداي (12كلم)، بالاتفاق مع اربع بلديات، وكلفته حوالى مليون ونصف مليون دولار، على أن تتم المباشرة باشغال طريق كسارة ـ تلال زحلة، بعد عيد الفطر، وذلك بموجب مذكرة موقعة مع بلدية زحلة.
اما في الجنوب فقد تم تأهيل طرقات حوالى سبعين بلدة من اصل اكثر من 110 بلدات تقع جنوبي النهر، إلى جانب طرقات عدد من البلدات شماله. كما انجزت سبعة جسور هي: جسر ابو الاسود (النبطية)، جسر العدوسية (النبطية)، جسر الصرفند، جسر السكسكية، جسر البابلية، جسر انصارية، جسر انصارية (دار تقلة)، فيما اصبح تأهيل جسر خيزران في مرحلته النهائية، ولا يزال جسرا الوادي الاخضر والشقعة قيد الانجاز.
غير ان هناك مشاريع اخرى في الجنوب والبقاع تنتظر البت الرسمي بها. وثمة صعوبات تواجه احياناً اقرار المشاريع والتنفيذ على حد سواء.
ماذا في التفاصيل؟
يضج مكتب الهيئة في شارع «السفارات» في بيروت بالموظفين والدراسات والخرائط. البعض يتحدث اللغة الفارسية والبعض الآخر العربية باللهجة اللبنانية. يستعين ممثل الجمهورية الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان حسام خوش نويس بخريطة وهو يتحدث عن مشاريع الطرقات. يجزم ان المكتب في بيروت يتمتع بصلاحيات كاملة، «وان القرارات المتعلقة بهذه المشاريع تتخذ هنا وليس في ايران».
يؤكد نويس «أن بعض الطرقات استهدفت في «حرب تموز» في اجزاء منها فقط، الا اننا قررنا تأهيلها كاملة». وان«الطرقات التي تربط البلدات ببعضها في الجنوب كانت تؤذي الناس كثيراً، فبدأنا بتأهيلها، بما فيها تلك التي كانت انجزتها وزارة الاشغال بعد العدوان، لأنها عادت «وخربت» مجدداً».
مذكرتا تفاهم
وكانت الهيئة باشرت نشاطها مع توقيع مذكرتي تفاهم مع الدولة اللبنانية، في تشرين الاول العام .2006 تقضي الاولى باعادة بناء جسر العاصي، وتشمل الثانية «تأهيل وترميم كل الطرقات الداخلية في الجنوب، المتضررة مباشرة من «حرب تموز»، بموجب هبة عينية من ايران. كما تنص على اعادة بناء الجسور التالية: جسر خيزران، جسر البابلية ، جسر ابو الاسود، جسر انصارية، جسر انصارية (دار تقلة)، جسر العدوسية، جسر السكسكية وجسر الصرفند.
وتضمنت المذكرة أيضاً التعهد بإعادة تأهيل أربع طرقات رئيسية هي: طريق صور ـ قانا ـ تبنين، طريق صور ـ برج رحال ـ صريفا، طريق النبطية ـ الغندورية ـ بنت جبيل، وطريق النبطية ـ كفرحونة ـ مشغرة، على أن يصار إلى تنفيذ هذه الهبة بالتنسيق مع الاجهزة المختصة (وهنا وزارة الاشغال).
وحول قيمة الهبة المدرجة بمذكرة التفاهم، يشير خويش نويس الى «انها غير محددة تبعاً لكلفة الدراسات والمشاريع»، مشيراً إلى »أن كلفة الكيلومتر الواحد تتراوح بين 300 الف الى 400 الف دولار».
وحول المدة الزمنية لانجاز المشاريع يقول: «انهينا العمل بمعظم الجسور في الجنوب والبقاع. وكان يفترض انجاز الطرقات الاربع الرئيسية في الجنوب خلال ثمانية اشهرمن تاريخ انطلاق العمل في بداية السنة. لكن هطول الامطار ومشكلات شبكات البنى التحتية وغيرها، مددت الفترة الى 12 شهراً، علماً بأنه انجز منها حتى اليوم ما بين 50 الى 70 في المئة من مراحل العمل».
غير ان هناك صعوبات اخرى واجهت الهيئة، يقول خوش نويس: «لم يكن بايدينا اي دراسة او خريطة، وكنا نحتاج الى حد ادنى من المعطيات، وهذا لم يكن موجوداً لدى وزارة الاشغال، فبدأنا من الصفر. اجرينا مسحاً طوبوغرافياً، واخذنا عينات لفحص التربة من سطح الطريق الى تحتها بعمق متر ونصف المتر، ثم درسنا حجم تردد حركة السير، بحيث تم تفريغ عدد من الأشخاص لمراقبة عدد السيارات وانواعها (خفيفة او ثقيلة) لمدة شهرين، منذ الصباح وحتى المساء، للحصول على احصاء واقعي لحركة السير».
«ولفحص التربة، يضيف، حفرنا الطريق كل مئة متر، وصورناها وحددنا كمية الزفت الموجودة لتحديد الطبقات، واخذنا عينات لفحصها لمعرفة قدرة الطريق على التحمل، وقدرة «الباسكورس» الذي في اسفلها، وتحديد طبيعة الارض(رملية، او ترابية، بحصية او موحلة)، مستعينين بمختبرات في لبنان وايران».
«بعد الاختبار، يتابع نويس، وضعنا دراسة جديدة للطرقات، حددنا بموجبها الامكنة التي يجب نزع المواد منها، والامكنة التي يجب تعديل المواد فيها. وتقرر تبعاً لنوع الارض استخدام مادة «جيوتكستايل» (شبيهة بالموكيت تستورد من الخارج)، لضمان قدرة الارض على المقاومة. ثم وضع ثلاث طبقات من «الباسكورس» وطبقتين من الزفت».
اما الصعوبات الاخرى فتمثلت بوجود شبكات بنى تحتية في لبنان بطريقة غير مدروسة: «عندما نحفر الطرقات تطلع الشبكات معنا بالجرافة» يقول. لذا تم تعميق شبكات المياه في الأرض. وتم مد شبكة مجار (ريغار)على مسافة كل مئة متر على جانبي الطرقات، لضمان عدم تخريبها من قبل من ينوي بناء منزل مستقبلاً، حيث سيعمد الى مد القساطل دون الحاجة إلى الحفر مجدداً. كما وُضعت قنوات لتصريف مياه الأمطار على جانبي الطرقات، وانشئت عبارات في وسطها. والاهم هو انه تم توسيع الطرقات من عرض اربعة او خمسة امتار الى عشرة امتار، مع انشاء جدران دعم».
فرص عمل لفنيين وعمال لبنانيين
وعما اذا كان الفريق الايراني يستعين بخبرات او عمال لبنانيين، يقول نويس: «استعنا باستشاريين لبنانيين، ومختبرات لبنانية، ولدينا 14 مقاولاً من المصنفين «درجة أولى» في لبنان، يعملون في اشغال الطرقات الرئيسية الاربع. اما العمال الميدانيون فكلهم لبنانيون لسبب، وهو اننا عندما كنا نحضّر لاستحضار طاقم عمال ايراني، اكتشفنا ان قسماً كبيراً من المتعهدين في لبنان بعد «حرب تموز» عاطل عن العمل. وكل متعهد لديه حوالى خمسمئة عامل بين فنيين ومهندسين ومساحين وعمال. ونحن نتعامل مع 14 متعهداً لبنانياً».
لكن، هل يتم تدريبهم وفق المواصفات المعتمدة في مشاريع الهيئة؟ يعتبر نويس أن «التقيد بالمواصفات مسألة صعبة، ومع ذلك ندرّبهم. حتى العقود التي وقعناها مع المقاولين اللبنانيين محكمة وصعبة، وقد اعطيناهم بموجبها سلفة وحصلنا في مقابلها على كفالة مصرفية عالية، ليضمنوا لنا حسن تنفيذ المشاريع، وليتحملوا مسؤولية الاموال التي اخذوها.. نحن حسّاسون للتنفيذ وليس للدراسات. فأنا مندوب دولة، لكنني البس ثياب العمل كل ثلاثة ايام في الاسبوع، واعاين المشروع على مسافة خمسة كيلومترات سيراً على الاقدام. وفي كل مشروع، هناك عدد من المندوبين والمهندسين».
ولضمان تنفيذ المشاريع ايضاً، يضيف: «اجبرنا المقاولين على اجراء اختبارات على عملهم، وبعضهم حصل على نتيجة غير مطابقة للمواصفات، فطلبنا منه اعادة العمل. ويستشهد بحادثة معينة: «قصدت احد جسور الزهراني، وكان العمال يصبون الباطون، فأجريت اختباراً للباطون في ارض المشروع، واكتشفت انه غير جيد، فطلبت إيقاف العمل واستبدال هذه المادة باخرى اكثر جودة».
ويشير نويس إلى أن: «البلديات تتعاون مع الهيئة، خصوصاً لجهة إزالة الاستملاكات الصغيرة، وتغيير شبكات المياه والكهرباء».
مشاريع على لائحة الانتظار
في موازاة الورش القائمة، هناك طرقات اخرى قيد الدراسة في الجنوب والبقاع وهي:
بعلبك ـ الطيبة، حنية ـ صديقين، بياضة ـ يارين، الناقورة ـ بنت جبيل ـ مرجعيون، بلاط ـ برغز ـ مشغرة، النبطية ـ عربصاليم ـ جباع، الدوير ـ الشرقية ـ البابلية ـ خط الساحل، ومليخ ـ اللويزة. اضافة الى قسمين من مشروع طريق بعلبك ـ القاع وهما: التوفيقية ـ رأس بعلبك، ورأس بعلبك ـ القاع، اللتان يعيق تنفيذهما وجود استملاكات، علماً بأن العمل بدأ في القسم الثالث المتعلق باوتوستراد بعلبك ـ التوفيقية.
ورداً على سؤال يؤكد ممثل الدولة الايرانية ان كل الطرقات المتضررة من العدوان الاخير مشمولة بلوائح الهيئة، باستثناء القرى والمناطق التي تتولى اعادة اعمارها قطر والسعودية. ويقول: «ان الهيئة حصلت على 350 طلباً حتى اليوم لتأهيل طرقات جديدة، من قبل عدد من البلديات في لبنان. لكننا وجدنا انها غير متضررة جراء العدوان، وذلك لا يدخل في اولوياتنا.. والامر قابل للبحث لاحقاً».
السفير