وللكبار نصيب
من خلال متابعته لزوار حديقة مارون الراس، واهتمامه بحاجاتهم، التفت إلى شريحة واسعة منهم، وهم الفتيان والشبان، مما دفعه إلى التفكير بما يستطيع من أجلهم. حتى جاءني بعد فترة بفكرة عرضها بحماس وقال: علينا إنشاء ملعب كبير للعب كرة القدم.
لم يكن هذا سهلاً، فكل الأماكن الصالحة قد استثمرت، لكنه بحث حتى وجد المكان الذي اراد أن يقيم الملعب عليه، وكان مكاناً قاسياً وصعباً، من حيث وعورة الأرض والصخور الموجودة فيه، توقف عنده وهو يقول:
- لازم هنا نعمل ملعب كرة القدم.
- كيف والأرض مليئة بالصخور؟
فقال وكأنه لم يسمع اعتراضي: - أريد هنا ملعبا ًكبيراً.
وتحقق الأمر رغم الصعوبة والجهد الكبيرين، وكأن لا شيء يستطيع الوقوف أمام إصرار هذا الرجل، يكفي ان يكون مقتنعاً بالأمر، وبإمكانية إتمامه حتى يباشر به مهما كانت الصعوبة، ويستطيع بالإصرار والمثابرة تذليلها، وهذا ما حدث، فقد أنشأنا ملعباً كبيراً في مساحته، مستوياً ومنظماً، في غاية الجمال والرونق، حيث يستقر في خاصرة الجبل، بأرضه الخضراء الواسعة. ولم يكتفِ بذلك، أراد ان يكون للاعبين جمهورهم، أراد ان يكون ملعباً حقيقياً، تقام على أرضه مباريات حقيقية، يشارك فيها جمهور عريض، فأنشأنا لهذا الملعب عدداً من المدرّجات، حتى أصبحت قادرة على ان تستقبل حوالي 4000 شخص.