ثمن الشاي
لقد كان الاستيقاظ عنده قبل طلوع الفجر، من أجل صلاة الليل، ثم يبدأ بالعمل مباشرة بعد صلاة الصبح، وعندما كنت أصل عند الثامنة صباحاً إلى المكتب، كنت أراه قد أنهى شوطاً كبيراً من الاعمال.
كنت أرافقه كمترجم، وحين ينتهي العمل يدعوني أحيانا لأشرب معه فنجان شاي، لكنه يرفض أن يسجل ثمن الشاي على حساب العمل، ويقول:
- هذا ليس من حساب الهيئة، هو من حسابي.
ويدفع من جيبه ثمن فنجاني وفنجانه، كان لا يقبل أن يصرف مال الهيئة ولو فنجانين من الشاي، بثمن لا يتجاوز 2000 ليرة لبنانية، لأنها دعوة فيها شيء من الشخصية، يعترض بشدة ويقول:
- أنا أنهيت عملي، وأنا جالس معك الآن.
لقد علمني الكثير، ما زلت اتأثر بالكثير من أحاديثه تلك، كان يقول لي:
- يا يعقوب، كل عمل نقوم به هو ليس صدقة عني وعنك فقط، هو صدقة عن المقاومة، عن عوائل الشهداء، وعن السيد القائد، والجمهورية الاسلامية، وعن الامام المهدي.
خلال السنوات الخمس التي عملت فيها معه لم أسمع منه كلمة "أنا" كان كتوماً إلى أقصى الدراجات على تلك الصدقات، على كل الخير الذي كان يقوم به، لا يقول أنا قمت بهذا العمل، بل كان يقول نحن قمنا بهذا العمل.