عندما يشيخ الاسد
عزز لدي المهندس حسام ايماني وحبي للجمهورية الاسلامية ورجال ثورتها، وكنت أستشعر منه في الكثير من أحاديثه ظاهرة ولائه المطلق للجمهورية، ولقائدها الإمام الخامنئي (دام ظله)، وايمانه الراسخ بانتصارها. وفي العام 2007 حيث علا صراخ أميركا وإسرائيل بالتهديد بضرب إيران، في ذلك الوقت خفنا جميعاً من إمكانية أن تُضرب ايران فعلاً، لقد كان الجو ملبداً بالخطر، وفي ليلة كان التوتر الاعلامي فيها شديداً، سألت المهندس حسام:
- ماذا تُعِد الجمهورية الإسلامية لذلك؟ وكم هي احتمالات الخطر، وهل سيحدث ذلك؟
نظر إليّ وقال مبتسماً:
- يا حاج عزام أنت ليس لديكم غابة في لبنان؟.
فقلت مستغرباً سؤاله:
- وما علاقة ذلك بحديثنا يا مهندس؟
- إذا راقبت الأسد بشكل دائم وهو موجود في الغابة، سيتضح لك أن الأسد عندما يكون شاباً يلاحق طريدته بهدوء، ولا يشعرها بوجوده، وينقض عليها بهدوء تام، أما عندما يهرم الأسد فيصيح ويزمجر ويزأر بأعلى صوته ليرعب الآخرين، وليدلل على وجوده، هكذا أصبحت أميركا اليوم، أصبحت كالأسد الهرم، تصرخ، وتهدد، وتزأر، وما هو إلا زئير في النهاية.