img

وَجَاءَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَقْصَىَ‭ ‬المَدِيْنَةِ‭ ‬رَجُلٌ‭ ‬يَسْعَىَ

لتحميل الكتاب

عندما‭ ‬يشيخ‭ ‬الاسد


عزز‭ ‬لدي‭ ‬المهندس‭ ‬حسام‭ ‬ايماني‭ ‬وحبي‭ ‬للجمهورية‭ ‬الاسلامية‭ ‬ورجال‭ ‬ثورتها،‭ ‬وكنت‭ ‬أستشعر‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أحاديثه‭ ‬ظاهرة‭ ‬ولائه‭ ‬المطلق‭ ‬للجمهورية،‭ ‬ولقائدها‭ ‬الإمام‭ ‬الخامنئي (‬دام‭ ‬ظله)‬،‭ ‬وايمانه‭ ‬الراسخ‭ ‬بانتصارها‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬حيث‭ ‬علا‭ ‬صراخ‭ ‬أميركا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بالتهديد‭ ‬بضرب‭ ‬إيران،‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬خفنا‭ ‬جميعاً‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬تُضرب‭ ‬ايران‭ ‬فعلاً،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الجو‭ ‬ملبداً‭ ‬بالخطر،‭ ‬وفي‭ ‬ليلة‭ ‬كان‭ ‬التوتر‭ ‬الاعلامي‭ ‬فيها‭ ‬شديداً،‭ ‬سألت‭ ‬المهندس‭ ‬حسام‭:‬
‭ - ‬ماذا‭ ‬تُعِد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لذلك؟‭ ‬وكم‭ ‬هي‭ ‬احتمالات‭ ‬الخطر،‭ ‬وهل‭ ‬سيحدث‭ ‬ذلك؟‭ ‬
نظر‭ ‬إليّ‭ ‬وقال‭ ‬مبتسماً‭:‬
‭ - ‬يا‭ ‬حاج‭ ‬عزام‭ ‬أنت‭ ‬ليس‭ ‬لديكم‭ ‬غابة‭ ‬في‭ ‬لبنان؟‭.‬
فقلت‭ ‬مستغرباً‭ ‬سؤاله‭:‬
‭ - ‬وما‭ ‬علاقة‭ ‬ذلك‭ ‬بحديثنا‭ ‬يا‭ ‬مهندس؟
‭ - ‬إذا‭ ‬راقبت‭ ‬الأسد‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬وهو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الغابة،‭ ‬سيتضح‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬الأسد‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬شاباً‭ ‬يلاحق‭ ‬طريدته‭ ‬بهدوء،‭ ‬ولا‭ ‬يشعرها‭ ‬بوجوده،‭ ‬وينقض‭ ‬عليها‭ ‬بهدوء‭ ‬تام،‭ ‬أما‭ ‬عندما‭ ‬يهرم‭ ‬الأسد‭ ‬فيصيح‭ ‬ويزمجر‭ ‬ويزأر‭ ‬بأعلى‭ ‬صوته‭ ‬ليرعب‭ ‬الآخرين،‭ ‬وليدلل‭ ‬على‭ ‬وجوده،‭ ‬هكذا‭ ‬أصبحت‭ ‬أميركا‭ ‬اليوم،‭ ‬أصبحت‭ ‬كالأسد‭ ‬الهرم،‭ ‬تصرخ،‭ ‬وتهدد،‭ ‬وتزأر،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬زئير‭ ‬في‭ ‬النهاية‭. ‬