وَجَاءَ مِنْ أَقْصَىَ المَدِيْنَةِ رَجُلٌ يَسْعَىَ
إلى عائلة الشهيد، الذين فقدوا بشهادته حبيباً غالياً في دار الفناء، وربحوا شفيعاً عزيزاً في دار البقاء.
إلى رفاقه في درب الجهاد والفداء.
إلى العاملين والسالكين سبيل الطاعة والقرب إلى الله عبر رعاية المحرومين والمستضعفين.
إلى أمير المجاهدين، والقائد العربي الذي أحبّه الشهيد حتّى العشق، سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله).
إلى حلقة الولاية المتينة، ولي أمر المسلمين سماحة القائد الخامنئي (دام ظله).
إلى الأمل المنتظر الذي نؤمن بأن صبح ليل إنتظاره قد آذن بالإشراق (عجل الله تعالى فرجه).
نهدي هذه الصفحات النورانية والمربية من سيرة الشهيد حسام، وفاءً لجهوده وجهاده في "رئاسة الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان".
عايشت المهندس الشهيد حسام خوش نويس منذ اليوم الاول لقدومه الى لبنان بعد هزيمة اسرائيل في عدوان تموز2006، وعودة الاهالي الى مدنهم وقراهم التي دمرت اسرائيل بنيتها التحتية، وكثيرا من المباني والمؤسسات فيها .
ولد الشهيد حسن شاطري المعروف في لبنان باسم (حسام خوش نويس) في حزيران 1962 في مدينة "سمنان" شمال ايران وهو الولد البكر في عائلة من ستة أولاد.
أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في سمنان.
انخرط مبكراً في صفوف الثورة الاسلامية في ايران وهو فتىً صغير، ثم أصبح من أهم الناشطين في حركة الثورة، وفي قيادة مظاهراتها، وباقي النشاطات المندِّدة بسلطة الشاه.
بعد انتصار الثورة أصدر الإمام الخميني (قده) أمراً بجهاد البناء، فتطوع الشهيد، وكان من أهم الناشطين في هذا المجال، يعمل بنفسه في الزراعة والبناء تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي أيام الصوم لمدة 18 ساعة في اليوم.
تطوع في صفوف التعبئة العامة عند بداية الحرب المفروضة التي شنها نظام صدام حسين، وقوى الاستكبار العالمي على الجمهورية الفتيّة.
بدأ أولى مهامه في منطقة "كله قندي" جنوب ايران في عمل الاشارة، ثم انتقل بعدها الى مدينة "سردشت" غرب ايران في مقاطعة آذربيجان، وكان من المساهمين الأوائل في تشكيل ألوية الحرس الثوري في تلك المنطقة.
تنقل في العديد من المسؤوليات وهو بعد لم يتعدّ العشرين من عمره.من قيادة الاتصالات، الى قيادة الدعم اللوجستي، الى قيادة العمليات، وصولاً الى قيادة المنطقة التي تُعتبر من أهم محاور القتال، والتي شهدت أعنف المعارك وأصعبها.
تزوج في العام 1982 من معصومة مُرادي، الإبنة الوحيدة لعائلة مرادي التي كانت له نعم الرفيق، والمعين، والداعم طوال السنوات الثمانية التي قضاها في الجهاد العسكري، وفي باقي محطات حياته وجهاده الدائم، وأنجب منها أربعة أولاد.
دخل الجامعة بعد ثماني سنوات من الانقطاع خلال الحرب المفروضة والتي تفرغ فيها للجهاد. تخصص في الهندسة المدنية، ثم نال درجة الماجستير، في الوقت ذاته تسلّم قيادة كتيبة 40 و 53 المسؤولتين عن تنفيذ المشاريع الهندسية والعمرانية في داخل ايران، وكان من ضمن مهامه إدارة مشروع "سد سريجان" في محافظة "كرمان"، ومشروع استصلاح الأراضي الزراعية، وتنشيفها من الأمطار في سهل "زنكه"، ومشروع استجرار المياه الحلوة من سهول "اصفهان" الى منطقة "يزد" التي تبعد حوالي 300 كلم.
عمل مسؤولاً تنفيذيّاً لمعسكر "سيد الشهداء (ع)" ومعسكر "خاتم الأنبياء (ص)" المعروف بفيلق القدس.
أُرسل في مهمات عدّة خارج إيران للمساهمة في مجال الاعمار، فكان مسؤولاً عن تشييد طرق دوليّة بطول 120 كلم تربط إيران بأفغانستان، والذي أصبح من أهم الخطوط التجارية وشرياناً حيوياً يربط بين البلدين.
أشرف على تنفيذ مشاريع تنموية عديدة في العراق.
أُرسل بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006 كرئيس للهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان.
•أعد أطروحة الدكتوراه عن كيفية ادارة حزب الله لحرب تموز خلال عمله في لبنان، والذي دام لست سنوات.
أقام عدة مشاريع في سوريا لدعم الشعب السوري، وتسهيل حياة المدنيين فيه.
استشهد في 12 شباط 2013، وهو في طريق عودته من دمشق الى بيروت.
صور من حياة الشهيد المهندس